الأربعاء، 17 فبراير 2010

الإسلام والحفاظ على البيئة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحفاظ علي البيئة دعوة للإسلام منذ 14 قرنا

1. الإسلام يأمرنا بألا نسرف ولا نفسد:

يقول الكاتب الاسلامي عبدالله المصري: ان الاسلام دعا إلي الحفاظ علي البيئة حفاظا لحياة الانسان الذي سخر الله له كل المخلوقات لخدمته ولذا أمرنا سبحانه وتعالي بعدم الافساد في الأرض بل في الكون كله قائلا: 'ياقوم اعبدوا الله وأرجوا اليوم الآخر ولاتعثوا في الأرض مفسدين' وقال 'كلوا واشربوا من رزق الله ولاتعثوا في الأرض مفسدين'

2. الإسلام يحث على الزراعة والغرس:






وبلغ من حرص الاسلام ومحافظته علي البيئة وعلي التربة ان حث المسلم علي الزرع والغرس وجعل هذا العمل من الصدقات الجارية وربط بينه وبين استمرار الأجر والثواب بعد الموت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : مامن مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طيرأو بهيمة أو انسان إلا كان به صدقة.

3. الإسلام يحث على استصلاح الأراضي البور:
وقال صلي الله عليه وسلم أيضا: من عّمٌر أرضا ليست لأحد فهو بها أحق'. وهذا اشارة إلي استصلاح الأرض وزراعتها لأن الجفاف خطر علي الانسان..





4. الإسلام يدعو للحفاظ على الماء:





كما دعا الاسلام الي الحفاظ علي الماء لما فيه من حياة الانسان.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لايبال في الماء الراكد.

5. اهتم الاسلام بطعام الإنسان:

كما اهتم أيضا بطعام الانسان وشرابه فأحل له الغذاء الطيب وحرم عليه كل مايغير جسمه وعقله كالميتة والدم ولحم الخنازير لأنها جميعا من الخبائث كما حرم عليه شرب الخمر وادمان المخدرات والتدخين بأنواعه.


6. تحريم التلوث السمعي.

كما حرم التلوث السمعي والبصري والعصبي. قال تعالي: 'واقصد في مشيك واغضض من صوتك أن أنكر الاصوات لصوت الحمير'.

7. الإسلام يحث على الحفاظ علي البيئة وما فيها من كائنات حية وأشجار:

وقد حث الاسلام علي المشاركة العملية في نظافة البيئة التي يعيش فيها الإنسان يقول تعالي ولا ينفع الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين فهذه دعوة إلهية وأمر لاتباع المسلمين ألا يفسدوا في الأرض ولا في الكون ولا في البيئة لأنهم يعيشون عليها وحفاظا علي التوازن البيئي فنجد عبد الله بن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها لا يسأل الله عنها يوم القيامة قيل يارسول الله وما حقها؟ قال حقها ان تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فترمي به وهنا اشارة إلي حماية الطيور التي لا يأكلها الإنسان ولا تضره كأبي قردان وأبوفصادة والطيور التي تتغذي علي ديدان الأرض كما يدعو إلي عدم استخدام المبيدات الحشرية التي تسبب السرطانات والفشل الكبدي والكلوي ويدعو إلي تأمين حياة الإنسان من التلوث الاشعاعي والنووي في اطار قول الرسول صلي الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار.

8. الإسلام يحث على عزل المرضى بالأمراض المعدية:

كما أن الارشادات النبوية جلية وواضحة في العلاج والوقاية والتحذير من العدوي وعزل المرضي عن الأصحاء وهو ما يعرف الآن بالحجر الصحي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: اذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها .. كما نهي الرسول صلي الله عليه وسلم عن قضاء الحاجة في الطريق العام وطالب بإماطة الأذي عنه وقد ثبت طبيا الآن أن هذه الملوثات تسبب الكثير من الأمراض وتلحق الضرر بالمجتمع.

8. الإسلام يضع عقاباً لمن يعتدي على البيئة:
وكل من يقوم علي عمل يلوث به البيئة والكون يغضب الله عز وجل ويستوجب اللعن والطرد من رحمته قال تعالي ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا إما إذا نفذ أوامر الله سبحانه وتعالي ورسوله وابتعد عما نهي الله عنه ورسوله فيكون من الطائعين الفائزين. ويؤكد د. محمد صلاح شداد مدرس الدعوة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر ان السمع والبصر أمانة عند الإنسان سوف يسأل عنها يوم القيامة. قال تعالي إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا. فينبغي أن نحافظ علي هذه الأمانة ثم هي مع كونها أمانة فهي نعمة والنعمة لابد أن تقابل بالشكر للمنعم وأولي درجات الشكر المحافظة عليها ولذا حرم الإسلام علي الإنسان أن يؤذي بدنه قال تعالي ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث وقد أثبت العلم الحديث ضرر حواس الإنسان بالصوت المرتفع وما شابه ذلك من منبهات السيارات وأجهزة الكاسيت والآلات. لذا يجب تطبيق ما أمر الله به من خلال نشر الوعي بين الناس بأهمية المحافظة علي البيئة وعلاج المخلفات الناتجة من محطات التنقية للمياه العادمة .. ونقل مصادر التلوث خارج الكتل السكنية.
المصدر : جريدة الاخبار المصرية


قال العلامة مصطفى عاشور في الحفاظ على البيئة:

1. صريخ الغابات:

إن الغابات تصرخ من القطع الجائر وحرق أشجارها أصبحت قضية البيئة بمشكلاتها المتعددة بدءا من تلوثها، واستنزاف مواردها، وصولاً إلى الإخلال بتوازنها، حديث العالم كله، حتى قال بعض الباحثين: لو كان للبيئة لسان ينطق، لصكت أسماعنا صرخات الغابات الاستوائية التي تحرق عمدا في الأمازون،
2. تلويث مياه البحر بالزيوت والنفط:




وأنين المياه التي تخنقها بقع الزيت في الخلجان والبحار، وحشرجة الهواء المختنق بغازات الدفيئة والرصاص في المدن الكبرى.وفي مساهمة لتجلية النظرة الإسلامية إلى البيئة وإصلاحها والمحافظة عليها فكرا وتطبيقا أتى كتاب "رعاية البيئة في شريعة الإسلام" للدكتور يوسف القرضاوي، ليوضح الموقف الإسلامي الأصيل القديم من القضية البيئية. يقول الدكتور القرضاوي: إن البيئة خُلقت مهيأة لتحقيق مصلحة الإنسان وتوفير حاجاته، وإن الله تعالى خلقها بطريقة تفرض عليها أن تتكامل وتتعاون مع بعضها البعض، ومن ثم فالحفاظ على أن يؤدي كلٌّ من مكونات البيئة دوره المنوط به يعتبر أمرا شرعيا، وذلك حتى لا يحدث خلل في الكون.والناظر إلى الإسلام عقيدة وشريعة يجد أن رعاية البيئة تتصل بعدد من العلوم الإسلامية، وفي مقدمتها علم أصول الدين الذي يرى أن البيئة مخلوقة مثل الإنسان وأنها مكلفة بالسجود لله تعالي وتسبيحه ولكن بطريقة يعلمها الله تعالى، فالإنسان ليس إلها في الكون ولكنه مخلوق مثل بقية الأشياء المحيطة به، إلا أن الإنسان مميز عليها بالعقل وبالإرادة.وينطلق من هذه الرؤية الفلسفية الإسلامية للكون أمور أخرى، منها ضرورة ألا يفسد الإنسان الكون من حوله، وضرورة أن ينشر في الكون الخير والصلاح بمفهومه الشامل وأن يعمر الأرض بإحياء مواتها واستصلاح أراضيها.لا ضرر ولا ضراروترتبط رعاية البيئة بعلم السلوك في الإسلام على اعتبار أن الدين في حقيقته هو السلوك والخلق، ولذا أعلنت النصوص الإسلامية الصريحة أن امرأة دخلت النار في قطة حبستها، وأن رجلا دخل الجنة في كلب سقاه بعدما رأى ما فيه من شدة العطش.بل إن الإسلام نظر إلى الأمور البيئية نظر ود وحب، فجعل القرآن الكريم الحيوانات والطيور أمما مثل أمة الإنسان، ونص القرآن الكريم أن الشجر والدواب والجبال والنجوم تسجد لله تعالي مثل الإنسان المؤمن وأنها تسبح ربها.ويرى علماء الأخلاق المسلمون الكون (البيئة) على أنه آية من آيات الله تستوجب من الإنسان التفكر فيها، وأنه نعمة تستوجب الشكر والمحافظة عليه والاستمتاع بعنصر الجمال فيه وتنمية هذا الجمال؛ لأن كل شيء في البيئة من الضروري أن يظهر فيه بديع صنع الخالق سبحانه.أما علم الفقه وأصوله فقد ارتبطا بالشأن البيئي ارتباطا كبيرا في حالة السلم والحرب على حد سواء، ووضع الفقهاء عددا من القواعد التي تنظم هذا الأمر مثل قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، وأن الشرع أتاح لولي الأمر فرض بعض العقوبات التعزيرية التي من الممكن اللجوء إليها في عصرنا الحالي لمن يسيئون إلى البيئة.وأشار الدكتور القرضاوي إلى أن المحافظة على البيئة داخلة في مقاصد الشريعة الخمسة وهي حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال، فإفساد البيئة إضاعة لمقاصد الشريعة الإسلامية.الركائز الإسلامية لرعاية البيئةتلويث الموارد والإسراف في استخدامها إفساد في الأرض وقد تناول د. القرضاوي في بحثه ركائز أساسية لرعاية البيئة منها:التشجير والتخضير: فهناك آيات وأحاديث كثيرة تحض على الغرس والزرع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من نصب شجرة، فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر، فإن له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله عز وجل" (رواه أحمد).العمارة والتثمير: ويأتي في مقدمتها إحياء الأرض الموات وتثمير الثروات وتنمية الموارد، ولذا اعتبر الإمام الراغب الأصفهاني في كتابه "الذريعة إلى مكارم الشريعة" أن عمارة الأرض أحد مقاصد خلق الإنسان، ولذا كان الحديث النبوي "من أحيا أرضا ميتة فهي له" (رواه أبو داود)، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انتزع أرضا كانت مقطوعة إلى رجل يسمى "بلال بن الحارث المزني" لأنه لم يستطع أن يعمرها كلها.النظافة والتطهير: على اعتبار أن الطهارة من شروط بعض العبادات خاصة الصلاة، ولذا شاعت بين المسلمين مقولة "النظافة من الإيمان" وأوردت السنة النبوية آدابا كثيرة في النظافة والاغتسال والتطيب وحسن الهندام خاصة في المناسبات العامة كصلاة الجمعة والعيدين، وحثت على إماطة الأذى عن الطريق.المحافظة على الموارد: يقول تعالى "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها "(الأعراف :56) والإفساد يكون بالإتلاف وتفويت المنافع أو التلويث والإسراف، أو بإشاعة الظلم والباطل والشر، ولذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يذبح له شاة حلوبا. وفي السنة إنذار لمن يقتل طيرا أو حيوانا بغير منفعة أو يتخذ شيئا فيه روح هدفا للتصويب عليه، كما أن بها حثا على الاستفادة بجلد الميتة.الحفاظ على صحة الإنسان: وهناك حشد كبير من النصوص الإسلامية من قرآن وسنة يدعو إلى الحفاظ على الصحة بدءا من الدعاء بطلب العافية ومرورا بالوسائل التي تجلب العافية وتحافظ على سلامة البدن وحتى التعامل الإيجابي مع المرض في حالة وقوعه والمحافظة على البيئة حتى لا تنتقل عدوى المرض إلى الآخرين.الإحسان إلى البيئة: والإحسان كلمة تتضمن الإتقان والشفقة والإكرام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُميل للقطة الإناء حتى تشرب ثم يتوضأ بفضلها، وكان بعض الخلفاء مثل عمر بن عبد العزيز يكتب إلى عماله ألا يُحمّلوا الإبل فوق ما لا تطيق وألا يضربوها بالحديد.ومن روائع حديث فقهاء المسلمين في الإحسان إلى الطير ما كتبه العلامة المغربي "أبو علي بن رحال" من ضرورة أن يتفقد الإنسان الطير الذي يحبسه كما يتفقد أولاده، وأن يضع لهذا الطير خشبة ليركب عليها الطائر حتى لا يضر الوقوف على الأرض بالطائر (لاحظ هنا مراعاة البعد النفسي والبيئي للطائر في شريعة الإسلام).المحافظة على البيئة من الإتلاف: ونهى الإسلام عن الإتلاف البيئي للأحياء والنباتات والعمران سواء كان ذلك بدافع القسوة أو الغضب أو العبث أو الإهمال أو في العمليات الحربية؛ لذا كان المؤرخ الفرنسي "جوستاف لوبون" يقول: "ما عرف التاريخ فاتحا أعدل ولا أرحم من العرب" ومن يتابع الجرائم الأمريكية في فيتنام والعراق يتأكد من رحمة المسلمين بغيرهم وبالبيئة أثناء العمليات العسكرية والحروب.رعاية البيئة واقع تاريخيوعبر بحثه تناول القرضاوي عددا من الوقائع التاريخية في الاهتمام الإسلامي بالبيئة، منها وجود مؤسسات لرعايتها في بعض الفترات، حيث إنها لم تترك لضمير الفرد فقط، ومن هذه المؤسسات مؤسسة الحسبة التي كانت تقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع.ومن الكتب التي صدرت في هذا الأمر كتاب "نهاية الرتبة في طلب الحسبة" للشيزري، ومما ذكره هذا الكتاب في شأن المراقبة على الخبازين ما ملخصه: ضرورة رفع أسقف الحوانيت وأن يصمم فيها منافذ لتسريب الدخان حتى لا يتضرر الناس، وأن يقوم الخباز بمسح الفرن بخرقة نظيفة قبل وضع العجين فيه، وأن تنظف أوعية العجين جيدا بالماء، وألا يعجن العجان برجليه الدقيق لأن في ذلك مهانة للطعام، وأن يضع العجان على فمه كمامة حتى لا يعطس في العجين، وأن يشد على جبينه عصابة حتى لا يسقط عرقه أثناء العجين، وأن يُخصص له شخص بمنشّة حتى يطرد عنه الذباب إذا كان يعجن بالنهار.وسائل معاصرة لحماية البيئةوعرض القرضاوي عددا من الوسائل المعاصرة التي يمكن استخدامها لحماية البيئة ورعايتها، منها: تربية النشء على الوعي البيئي، وتبصيره بحقيقة الموقف الإسلامي الأصيل من البيئة ورعايتها، وتثقيف الجماهير عبر وسائل التثقيف المختلفة، وإيقاظ الضمير الديني في رعاية البيئة.كما أشار إلى ضرورة إتاحة الفرصة أمام الضمير الاجتماعي المتمثل في الرأي العام ليمارس دوره في هذا الشأن، مع سن بعض القوانين والتشريعات التي تحافظ على البيئة من عبث العابثين، بالإضافة إلى إيجاد قنوات من التعاون الفعال مع المؤسسات الدولية والإقليمية المهتمة بالبيئة.
الطالبات:

أمل المقادمة
ريم سالم
آمنة أبو ناموس
ولاء السيد سليم
سها البرعي

ليست هناك تعليقات: