الثلاثاء، 16 فبراير 2010

ما هو الاحتباس الحراري؟

بسم الله الرحمن الرحيم



ما هو الاحتباس الحراري؟
الإحتباس الحراري هي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة وإليها. وعادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي.


هي ظاهرة تعني الارتفاع التدريجي في درجة حرارة الطبقة السفلى القريبة من سطح الأرض من الغلاف الجوي المحيط بالأرض وسبب هذا الارتفاع هو انبعاث الغازات الدفيئة green house gases أو غازات الصوبة الخضراء. وأهم هذه الغازات: الميثان الذي يتكون من تفاعلات ميكروبية في حقول الأرز وتربية الحيوانات المجترة ومن حرق الكتلة الحيوية ( كالأشجار والنباتات ومخلفات الحيوانات ) كما ينتج في مياه المستنقعات الآسنة بالإضافة إلى الميثان هناك غاز أكسيد النيروز ( يتكون أيضاً من تفاعلات ميكروبية تحدث في المياه والتربة ) ومجموعة غازات الكلوروفور وكربون التي تتسبب في تآكل طبقة الأوزون).


يتفق العلماء المؤيدون لهذه الظاهرة على ضرورة العمل للحد من ارتفاع درجات الحرارة قبل فوات الأوان وذلك من خلال معالجة الأسباب المؤدية للارتفاع واتخاذ الاجراءات الرسمية في شأنها على مستوى العالم بأكمله، لأن مزيدًا من الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة.
ومفهوم العلماء للاحتباس الحراري:
الاحتباس الحراري هي ظاهرة ارتفاع درجة حرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في تدفق الطاقة الحرارية من البيئة وإليها وعادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة في معدلها. وتشمل الزيادات في الغازات أيضاً الزيادة في بخار الماء وأكسيد النيتروجين، ويعتبر غاز سي أف سي CFC من غازات الاحتباس الحراري إلا أنه غاز صناعي. تسمح غازات الاحتباس الحراري بدخول أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض وتمتص الأرض الأشعة ثم تعكسها نحو الفضاء، إلا أن جزئيات هذه الغازات تمتصها بدلاً من السماح لها بالخروج نحو الفضاء ولذلك فإن هذه الغازات تشكل طبقة حول الأرض تعمل على حبس الحرارة في هذه الطبقة.


( نسايم حسونة )
ويعرفها بعض العلماء على أنها ظاهرة ناتجة عن اتساع ثقب طبقة الأوزون مما أدى إلى زيادة تخزين الحرارة في الجو المحيط بالأرض وتدعى هذه الظاهرة بـ ( البيت الزجاجي ).


وتبدو هذه الظاهرة في مقدمة الظواهر التي تثير الاهتمام العالمي بدرجة مشابهة للاهتمام بالحروب وما تصنعه من كوارث بشرية، وفي الحالتين تلعب اليد البشرية دورها فيما يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان وأهمها: الحفاظ على حياته.


ولأن ظاهرة الاحتباس الحراري تتعلق كثيراً بالصناعة والاقتصاد فهي تحتاج لقرار من صناع القرار في العالم للتعامل معها ولكنها للآن لم تنل الاهتمام الأكبر. فلم تفرض حتى الآن على جداول أعمال مؤتمرات عالمية كبرى، إلا بعد أن قطعت البحوث العلمية على صعيدها أشواطاً كبيرة. فتبينت بما فيه الكفاية الصلة الوثيقة بين مفعول اليد البشرية والكوراث المتوقعة نتيجة تبدل المناخ العالمي.


ميسون حجازي




يتفق العلماء المتابعون لهذه الظاهرة على ضرورة العمل للحد من ارتفاع درجات الحرارة قبل فوات الأوان وذلك من خلال معالجة الأسباب المؤدية للارتفاع واتخاذ الاجراءات الرسمية في شأنها على مستوى العالم بأكمله، لأن مزيدًا من الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة. ويعتبر الأمريكيون الأكثر إنتاجاً لثاني أكسيد الكربون.


ولاحظ العلماء أن ارتفاع درجة الحرارة الصغرى ليلا سببها كثافة الغيوم بالسماء لأنها تحتفظ تحتها بالحرارة المنبعثة من سطح الأرض ولا تسربها للأجواء العليا أو الفضاء. وهذا مايطلق عليه ظاهرة الاحتباس الحراري أو مايقال بالدفيئة للأرض أو ظاهرة البيوت الزجاجبة. مما يجعل حرارة النهار أبرد. لأن هذه السحب تعكس ضوء الشمس بكميات كبيرة ولاتجعله ينفذ منها للأرض كأنها حجب للشمس أو ستر لحرارتها. وفي الأيام المطيرة نجد أن التربة تزداد رطوبة. ورغم كثرة الغيوم وكثافتها بالسماء إلا أن درجة الحرارة لاترتفع لأن طاقة أشعة الشمس تستنفد في عملية التبخير والتجفيف للتربة.


فالأرض كما يقول علماء المناخ بدون الجو المحيط بها سينخفض درجة حرارتها إلي –15درجة مئوية بدلا من كونها حاليا متوسط حرارتها +15درجة مئوية. لأن الجو المحيط بها يلعب دورا رئيسيا في تنظيم معدلات الحرارة فوقها. لأن جزءا من هذه الحرارة الوافدة من الشمس يرتد للفضاء ومعظمها يحتفظ به في الأجواء السفلي من الغلاف المحيط. لأن هذه الطبقة الدنيا من الجو تحتوي علي بخار ماء وغازات ثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرها وكلها تمتص الأشعة تحت الحمراء. فتسخن هذه الطبقة السفلي من الجو المحيط لتشع حرارتها مرة ثانية فوق سطح الأرض. وهذه الظاهرة يطلق عليها الاحتباس الحراري أو ظاهرة الدفيئة أو الصوبة الزجاجية الحرارية. ومع ارتفاع الحرارة فوق سطح الأرض أو بالجو المحيط بها تجعل مياه البحار والمحيطات والتربة تتبخر. ولو كان الجو جافا أو دافئا فيمكنه استيعاب كميات بخار ماء أكثر مما يزيد رطوبة الجو. وكلما زادت نسبة بخار الماء بالجو المحيط زادت ظاهرة الاحتباس الحراري. لأن بخار الماء يحتفظ بالحرارة. ثم يشعها للأرض.


ففي جبال الهملايا وجدت 20 بحيرة جليدية في نيبال و 24 بحيرة جليدية في بوتان قد غمرت بالمياه الذائبة فوق قمة جبال الهيملايا الجليدية مما يهدد المزروعات والممتلكات بالغرق والفيضانات لهذه البحيرات لمدة عشر سنوات قادمة. وبرجح العلماء أن سبب هذا إمتلاء هذه البحيرات بمياه الجليد الذائب. وحسب برنامج البيئة العالمي وجد أن نيبال قد زاد معدل حرارتها 1 درجة مئوية وأن الغطاء الجليدي فوق بوتان يتراجع 30 –40 مترا في السنة. وهذه الفيضانات لمياه الجليد جعلت سلطات بوتان ونيبال تقيم السدود لدرأ أخطار هذه الفيضانات.
أبتكر مصطلح "الاحتباس الحراري" العالم الكيماوي السويدي،سفانتى أرينيوس، عام1896م، وقد أطلق أرينيوس نظرية أن الوقود الحفري المحترق سيزيد من كميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وأنه سيؤدي إلى زيادة درجات حرارة الأرض.ولقد استنتج أنه في حالة تضاعف تركزات ثاني أكسيد الكربون فـي الغلاف الجوي فأننا سنشـهد ارتفاعا بمعدل 4 إلى 5 درجة سلسيوس في درجة حرارة الكرة الأرضية،ويقترب ذلك على نـحو مـلفت للنظر من توقعـات اليوم.
ومن المعروف أن آثر الاحتباس الحراري ولملايين السنين قد دعم الحياة على هذا الكوكب. وفي مثل ما يحدث في درجة البيت الزجاجي فإن أشعة الشمس تتغلغل وتسخن الداخل إلا أن الزجاج يمنعها من الرجوع إلى الهواء المعتدل البرودة في الخارج. والنتيجة أن درجة الحرارة في البيت الزجاجي هي أكبر من درجات الحرارة الخارجية.كذلك الأمر بالنسبة لأثر الاحتباس الحراري فهو يجعل درجة حرارة كوكبنا أكبر من درجة حرارة الفضاء الخارجي. ومن المعروف كذلك أن كميات صغيرة من غازات الاحترار المتواجدة في الجو تلتقط حرارة الشمس لتسخن الأراضي والهواء والمياه مما يبعث الحياة على الأرض.

ليست هناك تعليقات: